في مطلع عام 2020، أطلق فريق العمل المؤسس فكرة منصة النّقش لتكون مشروعًا قرائيًا خاصًا بكتب أدب الأطفال واليافعين. النَّقش هي منّصة إلكترونية تشجع على قراءة أدب الأطفال والناشئة. تعرض المنّصة الكتب المختصة بهذه الفئات وتعرّف بها من خلال بطاقات تعريفية عن كل كتاب تحتوي على أهم معلوماته (مثل اسم الكتاب/ وصفه/ المؤلفون/الرسامون/ دور النشر وغيرها من المعلومات الفنّية)، وتقدّم وقفات تأملية وأفكار وومضات ومراجعات حول هذه الكتاب يكتبها الأطفال والناشئة والكبار، وبذلك تتوفر معلومات أكثر عن الكتاب وتجارب القراء معه.
النّقش، هي الفكرة التي تواصل بها الإنسان الأول مع نفسه داخل كهفه، والفكرة التي كتب بها رسائله للآخرين الذين سيمرون على أثره الذي تركه، يفكّر أن يشاركهم كيف يعيش يومه الصاخب في الصيد والحصول على قوت يومه في الخارج، وكيف يرمم آلامه ليلًا عند عودته إلى الداخل، يخبرهم عن يومياته الحافلة بالنجاح والفشل، وكيف يحلم كل ليلة أن يكون عمله الشاق سهلًا، وهو يعلم أن معركته لن تنتهي لكنّه يمضي ويستمر، وحين يدرك أن ما يحدث معه ليس عاديًا، ينقش رسوماته على حوائط منزله الحجري ويضحك. وهي الفكرة ذاتها التي تغنى بها الشعراء عندما وصفوا العلم في الصغر بأنه كالنقش في الحجر. وهي نقش اليد الأولى التي تتزين بها العرائس، هي حناء الفرح والمباهج. وهي خطوات الفراشة الواثقة على رؤوس أصابعنا التي نعّد بها خطواتنا قبل أي قرار، هي الفراشة التي تحلق هنا بخّفة وعزم، ربما تحبطها أو تخيفها البدايات، لكنها تخترق أبواب الكون وتشرّع أجنحتها بأثرٍ "لا يُرى.. لا يزول" في الجانب الآخر من العالم. النقش حكايتنا مع الكتب.
لكلمة "النقش" في اللغة معانٍ كثيرة، منها:
النَّقش: هو ما يُحفر أو يُرسم أو يُكتب على حجر أو مبانٍ أو أخشاب أو معادن قيّمة من صور وزخرفة وألوان. والنَّقش: هو الأثر.. ومن هنا أتى شعارنا الذي نتوسم به مشروعنا القرائي هذا.
اقرأ كتابًا، اترك أثرًا.. النَّقش.. أثرُ القراءة
توفر منّصة النقش خاصية تقديم المراجعات بأكثر من طريقة، إذ يمكن للمستخدم، أي القارئ، أن يكتب المراجعة، أو يرسمها، أو يتحدث عنها صوتيًا، أو يعرضها بصيغة فيديو ويحملها على المنّصة ضمن حساب شخصي ينشئه. يمكن لكل قارئ إنشاء حساب شخصي يستطيع تخصيصه وتعديله بما يتناسب معه، ليصبح عضوًا فاعلًا في مجتمعنا. ومن هنا تبدأ رحلة القارئ معنا، فكلما قدّم مراجعاته الخاصة والأصيلة والمميزة عن الكتب التي قرأها، ستمنحه المنصة أوسمة القراءة وترّقيه ضمن سلسلة من المستويات التي تتقدم بزيادة عدد المراجعات أو المساهمات التي يقدمها القارئ على المنّصة.
يستطيع الأهل والمدّرسين والمختصين والباحثين المساهمة والتفاعل بشكل مهني أو شخصي مع أطفالهم أو طلابهم على منّصة النقش. يمكن لأي فرد يهتم بعالم الكتاب وعالم أدب الأطفال واليافعين أن يشارك في دعم الأطفال والناشئة ليصبحوا قراءً حقيقيين، يبنون معارفهم على الفكرة والمضمون والبحث، ويوسعون مداركهم عبر الخيال، ويطورون مهاراتهم الخطابية الشفوية والكتابية التقديمية، ويتواصلون مع الآخرين باستخدام مختلف الوسائل الفنّية والتقنية.
نطمح إلى إحياء القراءة وتشجيع الجميع على اكتسابها عادةً يومية وجعلها جزء من تكويننا الجيني الذي يتوارثه منا الآخرون بسعادة والتزام. ونسعى إلى إشراك الأطفال في صنع قار ما يُكتب عنهم ويعبر عنهم سواءً بعقد ورشات أو لقاءات تفاعلية مع الكتّاب والرسامين من أجل تبادل الأفكار، وتربية عقولهم على عملية النقد البناء حول القصص التي تقرأها هذه الفئة، وفتح الآفاق أمامهم كي يكونوا كتّابًا ورسامين صغارًا في مثل هذا النوع من الأدب، لأن صوتهم مهم ولأننا نكتب إليهم أكثر من أي أحدٍ آخر.